الكثيري نت  
 
   

الكثيري نت للاستضافه والدعم الفني

الكثيري نت - استضافه - تصميم - دعم فني
عدد مرات النقر : 146,919
عدد  مرات الظهور : 54,650,868منتديات بحر الامل
عدد مرات النقر : 1,089
عدد  مرات الظهور : 47,500,314
استضافة الكثيري نت
عدد مرات النقر : 1,221
عدد  مرات الظهور : 54,743,894

العودة   الكثيري نت > القســــم العــــام > قسم المواضيع العامه

الكثيري نت
عدد مرات النقر : 733
عدد  مرات الظهور : 43,242,700
إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم أضيفت بتاريخ 28-08-2017, 10:04 PM
الصورة الرمزية alktheri
alktheri alktheri غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 12-11-2007
الدولة: السعوديه
المشاركات: 618
معدل تقييم المستوى: 105
alktheri is a jewel in the roughalktheri is a jewel in the roughalktheri is a jewel in the roughalktheri is a jewel in the rough

Awards Showcase

افتراضي الحجَّ والاستجابة لله

الحجَّ والاستجابة لله


الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر


إنَّ الحجَّ طاعةٌ عظيمةٌ وعبادةٌ جليلةٌ، فيها تحقيقٌ للعبودية وكمالٌ في الذّلِّ والخضوع والانكسار بين يدي الربِّ عزَّ وجلَّ، فالحاجُّ يخرج من ملاذ الدنيا ومحابِّها مهاجراً إلى ربِّه سبحانه، تاركاً مالَه وأهلَه وعشيرَتَه، متغرِّباً عن بيته ووطنه، متجرِّداً من ثيابه المعتادة لابساً إزاراً ورداءاً، حاسراً عن رأسه، متواضعاً لربِّه، تاركاً الطيبَ والنساءَ، متنقِّلاً بين المشاعر بقلبٍ خاشع وعين دامعة ولسان ذاكر، راجياً رحمة ربِّه، خائفاً من عذابه، وشعارُه في ذلك كلِّه (لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك) أي : إنَّنِي خاضعٌ لك يا ربِّ مستجيبٌ لندائك منقادٌ لحُكمك، ممتثلٌ لأمرك.


والتلبيةُ شعارُ الحجِّ، فالمسلمُ يبدأ أعمالَ الحجِّ بالتلبية ويَمضي إلى مكة ملبِّياً إلى أن يصلَ إلى البيت ويشرع في الطواف، ثم هو يُلبِّي كلَّما انتقل من ركن إلى ركن، ومن منسك إلى آخر، فإذا سار إلى عرفة لَبَّى، وإذا سار إلى المزدلفة لَبَّى، وإذا سار إلى منى لَبَّى حتى يرمي جمرة العقبة فيقطع التلبية، فالتلبيةُ شعارُ الحجِّ والتنقل في أعمال المناسك.


وكم لهذا من أثر مبارك على المسلم في تزكية نفسه وإصلاحها ومعالجة تقصيرها في أوامر الله والقيام بحقوقه سبحانه.


أليس الواجب على المسلم أن يكون دائماً ملبِّياً نداء الله، مستجيباً لأمره، منقاداً لحُكمه، أليس الواجب على المسلم أن يكون شأنه في كلِّ طاعة أن يُلبِّي نداء الله وأن يستجيب لأمره.


فقد أمر الله عبادَه بالصلاة والزكاة والصيام والصدق والوفاء والأمانة والبرِّ والإحسان، ونهاهم عن الزنى والقتل وشرب الخمر والكذب والغشِّ والخيانة، فما شأن المسلم مع هذه الأوامر والنواهي، هل هو مُلبٍّ أمر الله قائمٌ بطاعته سبحانه، أو أنَّه متلقٍ ذلك بالفسق والعصيان.


إنَّ حقيقةَ الإسلام الاستسلامُ لله بالتوحيد والانقيادُ له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}(1).


وقوله : {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} أي : الإسلام بامتثال شرع الله وطاعة أمره، وقوله : {كَافَّةً} أي : جميعاً، قال مجاهد : (( أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر ))(2).


فهو سبحانه أمرهم بجميع شُعَب الإيمان وشرائع الإسلام، وهي كثيرة ما استطاعوا منها، كما قال تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}(3)،وفي الحديث : ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)).


والآيات في الأمر بالاستسلام لله وتلبية ندائه وامتثال أوامره والتزام طاعته كثيرةٌ جدًّا.


فيا مَن أمرك اللهُ بالحجِّ فلبَّيتَ النداءَ وجئتَ ميمماً بيته العتيق ترجو رحمتَه وتخاف عقابه، كيف حظُّك مع بقيَّة الأوامر، كيف شأنك مع الصلاة التي هي عماد الدِّين وأعظم أركانه بعد الشهادَتَين، كيف شأنك مع الصيام، كيف شأنك مع الزكاة، كيف شأنك في البُعد عن النواهي وترك المحرمات، إن كنتَ ممتثلاً فاحمد الله واسأله المزيدَ، وإن كنتَ مفرِّطاً مضيِّعاً فحاسب نفسك قبل أن تُحاسَب في يوم الوعيد، فإنَّ اليوم عمل ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل، حيث يقول تعالى في الحديث القدسي : ((يا عبادي إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوَفِّيكم إيَّاها، فمَن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَ إلاَّ نفسه)) (4).


إنَّ الناسَ مع الأوامر والنواهي ينقسمون إلى أحوال : منهم من يستجيب إلى فعل الطاعات ويَكفٌّ عن ارتكاب المعاصي، وهذا أكملُ أحوال أهل الدِّين، وأفضل صفات المتَّقين، ومنهم مَن يمتنع عن فعل الطاعات ويُقدِم على ارتكاب المعاصي، وهذا أخبثُ أحوال المكلَّفين وهو يستحقُّ عذاب اللاَّهي عن فعل ما أُمر به من طاعته وعذاب المجترئ على ما أقدَم عليه من معاصيه، ومنهم مَن يستجيب إلى فعل الطاعات ويُقدِم على ارتكاب المعاصي، فهذا يستحقُّ عذاب المجترئ؛ لأنَّه تورَّط بغلبة الشهوة على الإقدام على المعصية، ومنهم مَن يمتنع من فعل الطاعات ويَكفُّ عن ارتكاب المعاصي، فهذا يستحقُّ عذاب اللاَّهي عن دينه.


والواجب على المسلم أن يكون ناصحاً لنفسه محافظاً على طاعة ربِّه ممتثلاً أمره مبتعداً عن نهيه صابراً محتسباً.


قال أحدُ السَّلف : ((إنَّا نظرنا فوجدنا الصبرَ على طاعة الله تعالى أهون من الصبر على عذابه )).


وقال آخر : (( اصبروا عباد الله على عمل لا غنى لكم عن ثوابه، واصبروا عن عمل لا صبر لكم على عقابه )).


وكم يحتمي الإنسان في هذه الحياة الدنيا من أمور يخشى أن تضرَّ بدنَه أو تؤثّرَ على صحَّته، ومع ذلك لا يحتمي من أمور تفضي به إلى عقاب الله وتؤول به إلى عذابه.


قال ابن شبرمة : (( عجبتُ لِمَن يحتمي من الطيِّبات مخافة الداء كيف لا يحتمي من المعاصي مخافة النار )).





وقال حماد بن زيد : (( عجبتُ عمَّن يحتمي من الأطعمة لمضرَّاتها كيف لا يحتمي من الذنوب لمعرَّتها )) (5).


وتأمَّل أخي الملبِّي الموفَّق جميعَ ما سبق، وتأمَّل معه وصيَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لمعاشر الملبِّين، ففي الترمذي وغيره عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجَّة الوداع، فقال : ((اتَّقوا الله ربَّكم، وصَلُّوا خمسَكم، وصوموا شهرَكم، وأدُّوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنَّة ربِّكم))، وقال الترمذي : (( هذا حديث حسن صحيح ))، ورواه الحاكم وقال : (( صحيح على شرط مسلم ))، ووافقه الذهبي (6).


وإنَّا لنسأل الله جلَّ وعلا أن يجعلنا وإيَّاكم من الملبِّين نداءه سبحانه حقًّا وصدقاً، وأن يُلهمنا رشد أنفسنا، وأن يوفِّقنا لطاعته إنَّه سميع مجيب.


**********************************


(1) سورة البقرة، الآية: 208

(2) ذكره ابن كثير في تفسيره (1/361).

(3) سورة التغابن، الآية: 16.

(4) صحيح مسلم (2577).

(5) انظر فيما سبق أدب الدنيا والدين، للماوردي (ص:103 ـ 104).

(6) سنن الترمذي (616)، والمستدرك (1/9).

__________________

 
اقتباس:


رد مع اقتباس
إضافة ردإنشاء موضوع جديد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية


الساعة الآن 06:47 PM.

 
استضافة وتـــــــــــــطــويـــر » الكثيري نت لخدمات الويب

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education